تكنولوجيا الكائنات الفضائية تقاوم مرض السل.... يبدو ان التكنولوجيا التي أُرسلت الى الفضاء للكشف عن الكائنات الفضائية قد تفيد قريباً في انقاذ حياة الملايين على الارض. البروفسور كولن بلنرغر، والذي كان مسؤولاً عن مهمة مركبة المريخ Beagle Mars، توصل الى تطوير جهاز كاشف يمكنه كشف الاصابة بالسل بسرعة كبيرة مخفضاً بذلك فترة التشخيص وهي من ستة الى ثمانية اسابيع في بلدان العالم الثالث الى مجرد يوم واحد فقط. بلنرغر ومساعده د. تاف مورغان في الجامعة المفتوحة في بريطانيا طور مقياس الطيف الكتلي الذي ارسلاه الى الفضاء ليمكنه تحليل عينات مأخوذة من المرضى للكشف عن آية آثار تدل على الاصابة بالسل. وفي طريقتهما هذه يعمل المقياس على دراسة خصائص الجزيئات في العينة ليحدد طبيعتها. وقد دعمت مؤسسة البحوث الطبية ويلكوم ترست عمل هذين الباحثين بمبلغ 25ر1 مليون جنيه استرليني. ويقول بلنرغر، ان المرضى يحتاجون حالياً الى الانتظار لأسابيع قبل ظهور النتيجة، وبعد فترة الانتظار هذه فانهم قد يعودون الى العيادة او لا يعودون لمعرفة النتيجة، وقد يعود ذلك لكونهم قد توفوا، لكن مع النظام الجديد سيمكن اعطاء النتيجة في اليوم نفسه، وبالتالي وصف المضاد الحيوي فوراً عند الحاجة. اختصاصيو مقياس الطيف تعاونوا مع مختصين في كلية لندن للطب الاستوائي لتطوير معدات تشخيص مرض السل. وفي تموز القادم سيتم ارسال ثلاثة كواشف الى ملاوي، لاختبار فاعليتها في المستشفيات هناك، فاذا نجحت التجربة، سيتم اجراء تجربة موسعة في غضون عام. ويقول بلنرغر، ان مقياس طيف السل يحتاج لأن يكون نقالاً ومتيناً ويعمل اعتماداً على مصادر البيئة الفقيرة في البلدان النامية، فاذا كنا قادرين على تشغيل هذا المقياس في ظروف المريخ، فلن يكون من الصعب تشغيله في ملاوي. ويضيف بلنرغر، ان الامر لن يقتصر مستقبلاً على السل، اذ سيمكن استخدام مقياس الطيف هذا في الكشف السريع عن السرطان. كما ان هناك تطبيقات مهمة غير طبية، ومن ذلك الكشف عن احتمالية تناول الرياضيين للعقاقير المنشطة الممنوعة
